الدين الإسلامي

معنى النبوة والرسالة لغة واصطلاحاً عند الشيعة والسنة والفرق بين النبي والرسول في القرآن لابن عثيمين عند أهل البيت

معنى النبوة والرسالة لغة واصطلاحاً عند الشيعة والسنة والفرق بين النبي والرسول في القرآن لابن عثيمين عند أهل البيت؛ الأنبياء والمرسلون يختارهم الله ليبلغوا رسالة الله إلى الناس، ويدئونهم إلى الطريق الذي يحبه الله ويرضاه. والنبوة والرسالة لا تكون إلا في فئة منتقاه من البشر بلغت مبلغاً عظيماً في سلم الكمال البشري طبقاً لما يحبه الله ويرضاه وفي هذا الدرس نتعرف معنى النبوة والرسالة، ودلائل النبوة والرسالة، كما نتبين أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هو سید المرسلين وخاتمهم. وهنا على “صحيفة سعود” سوف نعرض لكم الفرق بين النبوة والرسالة عند الشيعة، الفرق بين النبي والرسول عند أهل البيت، الفرق بين النبي والرسول لابن عثيمين، الفرق بين النبي والرسول في القرآن، معنى النبوة لغة واصطلاحاً، الفرق بين النبي والرسول مع الامثلة، ما الفرق بين النبي والرسول للأطفال، هل الإمامة أعلى من النبوة عند السنة، ما الفرق بين النبوة والامامة عند الشيعة، الفرق بين النبي والرسول والامام، أقوال العلماء في الفرق بين النبي والرسول، الفرق بين النبي والرسول PDF، الفرق بين النبي والرسول، فتابعوا معنا.

معنى النبوة والرسالة

النبوة اختيار الله سبحانه وتعالى لعبد من عباده بتنزيل الوحي عليه من أجل هداية الناس وإرشادهم. أما الرسالة فهي تكليف الله نبياً من أنبيائه بإبلاغ شريعته للناس، ولذلك فالرسول لا بد أن يحمل شريعة جديدة إلى الناس بخلاف النبي فإنه يدعو إلى شريعة من قبله من الرسل ويصحح أخطاء الناس في فهم الرسالة السابقة، وستوضح معنى النبوة والرسالة من خلال النقاط الآتية :

  • لا بد أن تسلم بان أمر النبوة ليس عملاً يكتسب بالجد والسعي واستخدام الذكاء؛ ولكنه اختيار واصطفاء من الله تعالى لعبد من عباده للقيام بمهمة النبوة والرسالة، كما قال تعالى : ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ (الحج: ٧٥).
  • إن الله سبحانه وتعالى حينما يختار أحدا من عبيده لهذه المهمة فإنه يتكفل بإعداده وتأهيله ليصبح مؤهلاً ومستعداً لتحمل أعباء النبوة والرسالة، كما قال تعالى في حق الرسول موسى عليه الصلاة والسلام : ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي{٣٩}﴾ (طه) ، وقال لنبيه وحبيبه محمد عليه الصلاة والسلام : ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ [الطور: ٤٨] ومثل ما قال لموسى عليه الصلاة والسلام : ﴿فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَوٰةَ لِذِكْرِى {٢٤}﴾ [طه]. قال للحبيب المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام : ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب {١٩}﴾ [العلق] وقال له : ﴿قم اليْلَ إِلَّا قَلِيلا {٢}﴾ [المزمل] إلى غير ذلك من التوجيهات الربانية التي تستدعي تتابع الإعداد والاستعداد لاستكمال تهيؤ النبي أو الرسول الحمل أعباء النبوة والرسالة.
  • إن الاصطفاء والاختبار الإلهي لا يتم بناء على مكانة اجتماعية سابقة أو لشخص مرهوب الجانب، وإنما تعلم الله بأن هذا المكلف أهل الحمل هذه الرسالة كما قال الله عزوجل : ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَته ﴾ [الأنعام: ١٢٤] وعندما اعترض مشركو قريش على اختيار الله محمداً نبياً رسولاً رد الله عليهم قولهم كما حكى عنهم بقوله تعالى : ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمِ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ (الزخرف: ٣١-٣٢).

تعريف النبوة والرسالة لغة واصطلاحاً

النبوة لغةً: مأخوذة من “نَبَأ” أي الخبر، وهي الإخبار بشيء عظيم.

النبوة اصطلاحًا: اصطفاء الله لشخص من عباده وتأييده بالوحي ليبلغ شرعه للناس ويرشدهم إلى التوحيد وعبادة الله.

الرسالة لغةً: مأخوذة من “رَسَل” أي أرسل، وتعني التوجيه والإبلاغ.

الرسالة اصطلاحًا: تكليف الله لشخص من عباده بوحيٍ يتضمن شريعة خاصة ليبلّغها إلى الناس، ويهديهم إلى الخير والصلاح.

الفرق بين النبوة والرسالة: كل رسول نبي، لكن ليس كل نبي رسول. النبي يُوحى إليه للتبليغ دون شريعة جديدة، أما الرسول فيُكلف بشريعة جديدة أو تعديلٍ للشريعة السابقة. كلاهما رحمة للعباد وهداية لهم إلى طريق الله المستقيم.

الفرق بين النبي والرسول في القرآن لابن عثيمين عند أهل البيت

الفرق بين النبي والرسول كما أوضحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغيره من علماء أهل السنة، يتلخص في أن النبي والرسول يشتركان في تلقي الوحي من الله، ولكن بينهما اختلافات في المهام والتكليف.

  • النبي: هو من يُوحي الله إليه بشرع، ولكنه لا يُكلَّف بتبليغه للناس، وإنما يُرسل ليكون تابعًا لشريعة رسول قبله.
  • الرسول: هو من يُوحي الله إليه بشرع جديد ويكلفه بتبليغه للناس، ودعوتهم إلى هذا الدين، وإقامة الحجة عليهم.

الرسول أعظم منزلة من النبي، لأنه يتحمل مسؤولية التبليغ والقيادة، وقد يواجه أقوامًا معاندين. أما النبي فقد يُبعث لتثبيت شريعة قائمة، دون تكليف بتبليغ جديد.

عند أهل البيت، لا يوجد خلاف كبير مع هذا التصور، حيث يرون أن النبي والرسول كلاهما مصطفى من الله، ولكن يميزون بين المهام الموكلة لكل منهما، مؤكدين على وحدة الهدف وهي هداية البشر.

خصائص الأنبياء والمرسلين

للأنبياء والرسل خصائص يمتازون بها عن سائر الناس وهذا ما سنبينه في الآتي :

– الأنبياء والرسل يمثلون ذروة الكمال البشري في صفاتهم وخصائصهم.

– إنهم يمثلون ذروة العبودية في طاعتهم وقربهم من الله تعالى.

– إنهم متجردون تجردا كاملا لله تعالى فلا يستغلون هذه المكانه لكسب شخصي لذواتهم وإنما هم منفذون لأمر الله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل : ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {٧٩}﴾ (ال عمران). وقال تعالى : ﴿لَن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقْرَبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفُ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرَ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا﴾ [النساء: ١٢٧].

– إنهم قدوة للناس في صفاتهم، وأخلاقهم، وأفعالهم والتزامهم بعبادة الله تعالى، ومطابقة أقوالهم لافعالهم.

– هم قادة الأمم، يجب على الناس اتباعهم وطاعتهم.

– هم شهداء على الناس يوم القيامة بأنهم سمعوا بلاغهم وبيانهم، شهداء على من أطاع، وشهداء على من عصى.

ما الفرق بين النبوة والامامة عند الشيعة

عند الشيعة، النبوة والإمامة مقامتان عظيمتان في الدين، ولكنهما تختلفان من حيث المهام والمنزلة:

  • النبوة: هي اصطفاء الله للنبي لتلقي الوحي وتبليغ الرسالة الإلهية إلى الناس، وإرشادهم إلى التوحيد والعبادة. النبي يُعتبر واسطة بين الله وعباده لإقامة الحجة وتوضيح الشرائع، وتنتهي النبوة ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله، خاتم الأنبياء.
  • الإمامة: هي القيادة الإلهية التي تتولى حفظ الدين وتفسيره بعد وفاة النبي. يعتقد الشيعة أن الإمام منصوب من الله، ومعصوم من الخطأ والزلل، ومكلف بحفظ الشريعة وتطبيقها في المجتمع. الإمامة عندهم استمرار لوظيفة النبوة في الهداية، لكنها تخلو من الوحي.

الفرق الأساسي هو أن النبوة تتعلق بتلقي الوحي، بينما الإمامة تتعلق بحفظ الدين وقيادة الأمة بعد النبي.

المعجزات

يحتاج كل نبي أو رسول إلى دليل أو برهان عقلي أو حسي يثبت به للناس المرسل إليهم أنه رسول من عند الله وليس بمدع للنبوة والرسالة، وأن ما جاءهم به من البلاغ صدق وحق من عند الله؛ ولذلك فإن الله تعالى يؤيدهم بالمعجزات والمعجزة هي الأمر الخارق للعادة الذي يظهر على يد الرسول أو النبي، سواء تمت المعجزة بناء على طلب من المدعوين أم بدون طلب، ولذلك فإن من مميزات المعجزة الآتي :

  1. أن يتحقق كونها من الأمور الخارقة للعادة المألوفة في نظام الكون.
  2. أن تكون صورة التحدي فيها واضحة لقومه بأن يأتوا بمثل ما جاء به إن كانوا في شك من صدق هذه الشهادة الربانية بنبوته.
  3. أن تعجز الأمة وجميع البشر عن الإتيان يمثلها على الصورة الخارقة التي تم تحديهم بها.

حقائق عن المعجزة

مع أن ورود المعجزة لمن طلبها يستدعي التسليم والإيمان بنبوة النبي ورسالة الرسول، إلا أن كثيراً من الأمم لم تستجب للحق رغم وضوح الأدلة والبراهين عناداً واستكباراً، وهذا يدل على أن المعجزات المادية الحسية التي يؤيد الله بها أنبياءه ورسله ليس بالضرورة أن تكون سبباً في إيمان الناس؛ وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى : ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن تُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَمَالَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا تُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَحْوِيفًا {٥٩}﴾ [الإسراء].

إن معجزات الأنبياء السابقين لم تكن من جنس رسالتهم، فإذا كان الإنجيل هو المتضمن رسالة عيسى فإن المعجزة كانت الطب؛ ورسالة موسى هي المتضمنة في التوراة ومعجزته العصا، وكما نرى هناك فرق بين الرسالة والمعجزة وامتاز محمد عليه الصلاة والسلام بأن جعل الله معجزته ورسالته شيئا واحدا وهو القرآن الكريم لا ينفصل أحدهما عن الآخر، و معجزات الأنبياء السابقين كانت مرهونة بمواقف محددة، وأزمنه محددة، ولم تتكرر، في حين أن معجزة النبي الخاتم تتكرر بتكرر الأزمان وتتلون بتلون الحضارات والبيئات؛ فالقرآن الكريم معجزة متجددة ومستمرة إلى يوم القيامة؛ فهو معجزة لغوية وبيانية، ومعجزة اجتماعية وسياسية واقتصادية، وهو معجزة في العلوم الكونية والطبيعية.

إن المعجزة لا صلة لها بعالم الأسباب ؛ فليست أثرا عن علم أو تجربة أو قانون ولكنها تأتي بقدرة الله الذي يقول للشيء كن فيكون، فالماء الذي نبع من الحجر الصلب في . حق موسى، ونبع الماء . من بين أصابع الحبيب المصطفى أمر إلهي وليس شيئا ناتجا عن علم أو ذكاء أو قدرة عقلية من الرسول.

إذا ظهرت أمور يظن أنها خارقة على يد شخص من العلماء العاملين المعروفين بالزهد والورع بغير دعوى منه وإعلان لهذه الحوادث الخارفة ولا تحد للآخرين؛ فإن هذه تعد من قبيل الكرامات التي اختص الله بها عباده الصالحين؛ فإن ظهرت مثل هذه الأمور على يد رجل ادعى الولاية والصلاح وادعى الزهد والورع وأعلن للناس أنه تحدث له خوارق فإن ذلك يعد من قبيل الدجل والشعوذة وخداع الناس، وكذلك إذا ظهرت على يد الجهلة والفساق ودعاة البدع والخرافات.

عقوبة من ادعى النبوة 

بعد انبلاج فجر النبوة ظهرت في جزيرة العرب شخصيتان إحداها في اليمن ويدعى الأسود العنسي، والأخرى في نجد ويدعى مسيلمة الكذاب، وقد كان ادعاؤهما للنبوة بدافع التطلع إلى الزعامة والتمجد حسداً منهما وغيظاً أن كانت النبوة في قبيلة قريش، وقد استطاع اليمنيون المؤمنون التخلص من العنسي وملاحقة أتباعه وإخماد نيران الفتنة في صفوفهم، في حين أحمد الله فتنة مسيلمة الكذاب على يد جيش الإسلام المنطلق من المدينة المنورة؛ وفي حق مدعي النبوة والرسالة سواء كان هذين أو غيرهما في كل زمان ومكان، أنزل الله آيات تنذرهم بالعذاب الشديد، وتصور حالهم عند الموت وهم يلاقون الشدائد والأهوال، قال تعالى : ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَى وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَتَيكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَنَيْهِ تَسْتَكْبِرُونَ {٩٣}﴾ [الأنعام].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى